يرى أندرياس فينتسل، المدير التنفيذي لغرفة التجارة الخارجية الألمانية في الدار البيضاء، أن السياحة لم تعد هي المهيمنة على التبادل بين ألمانيا والمغرب، "فخلال عشر سنوات فقط، أصبح المغرب أهم ثاني موقع استثماري للشركات الألمانية في أفريقيا، بعد جنوب أفريقيا، متقدّماً حتى على مصر".
يقول فينتسل، في تصريح لموقع دويتشه فيلله الألماني "لقد استثمرت شركات صناعة السيارات وإنتاج الكهرباء على وجه الخصوص هنا في المغرب، وهي تستفيد من مزايا المكان لتزويد الأسواق في أوروبا من المغرب، موردا أن الشركات الألمانية خلقت حوالي 40 ألف فرصة عمل في المغرب".
ويقرّ فينتسل أن تعليق المغرب لعلاقاته الديبلوماسية مع برلين كان "أمرا سيئا"، لكن الأزمة الدبلوماسية، مع ذلك، "لم تكن قادرة على خنق التبادل بين القطاع الخاص بين البلدين، بل على العكس من ذلك: يمثل عام 2021 نموًا قياسيًا في حجم التبادل. وتجاوزت الاستثمارات حاجز الـ1.4 مليار يورو. وهذا التوجه يزداد أيضا هذا العام" وفق المتحدث دائما.
لكن الخلاف مع المغرب تسبب في أضرار في منطقة ذات أهمية استراتيجية خاصة، يضيف فينتسل بالقول "إن بناء شراكة في مجال الهيدروجين الأخضر هو في البداية من واجب حكومتي كلا البلدين، لوضع إطار للعمل الريادي على الأقل في هذا المجال. لقد فقدنا وقتًا ثمينًا بسبب الأزمة الدبلوماسية ويتعين علينا الآن تعويضه".
وفي تصريح للمنبر نفسه، قالت الخبيرة في الشؤون المغربية أنيا هوفمان، التي ترأس مكتب مؤسسة هاينريش بول في الرباط منذ منتصف غشت تقريبا، "لدي شعور بأنني جئت في قلب مرحلة انفراج الأزمة.. هناك دولتان، ينبغي أن يكون لديهما اهتمام ثنائي بخصوص مصالح تتعلق بالسياسة الأمنية والاقتصادية وتوجه القيم، لأنه لا يمكنهما إلا الاستفادة من ذلك".